عاجل.. هذا ما تبقى من رجل كان يحكم إيران (صور)

انتشلت فرق الإنقاذ الإيرانية، اليوم الاثنين، جثث الرئيس إبراهيم رئيسي وعدد من مرافقيه الذين لقوا حتفهم في تحطم مروحية كانت تقلهم في المناطق الجبلية بشمال غرب إيران يوم الأحد. 

 

 

وأكدت وسائل الإعلام الإيرانية اليوم وفاة رئيسي "63 عامًا" إلى جانب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وحاكم مقاطعة أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي الهاشم.

 

 

 كما لقي طياران وثلاثة مسؤولين وحراس أمن إيرانيون آخرون حتفهم في الحادث.

وأظهرت لقطات طائرة بدون طيار من وكالات الأنباء الإيرانية والتركية كيف تحطمت المروحية عند هبوطها، وقال مسؤول إيراني إن فرق البحث التي حددت موقع الحطام لم تجد "أي علامة على الحياة". وأظهرت لقطات شاركها الهلال الأحمر الإيراني في وقت لاحق من هذا الصباح رجال الإنقاذ وهم يحملون الجثث على نقالات مغطاة وهم يشقون طريقهم عبر الغابة من موقع التحطم.

وعقدت حكومة البلاد "اجتماعًا عاجلاً" هذا الصباح، حيث ترك كرسي رئيسي شاغرًا ومغطى بوشاح أسود.

 

 

الدستور الإيراني يقضي بانتخاب رئيس خلال 50 يومًا

 

ووفقًا للدستور الإيراني، يجب الدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة في غضون 50 يومًا.

وأظهرت الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي مواطنين إيرانيين يخرجون إلى الشوارع حدادًا في الساعات التي أعقبت إعلان وفاة الرئيس.

وكان "رئيسي"، الذي أصبح رئيسًا لإيران في عام 2021، يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تابع للنظام ورجل نعم للمرشد الأعلى علي خامنئي، حيث وصل إلى الرئاسة بأغلبية كبيرة بعد انتخابات 2021.

عندما كان طالبًا شابًا في مدرسة دينية في مدينة قم المقدسة، شارك رئيسي في الاحتجاجات ضد الشاه المدعوم من الغرب في ثورة 1979، فاتصالاته مع الزعماء الدينيين في قم جعلته شخصية موثوقة في السلطة القضائية، وأصبح نائب المدعي العام الإيراني عندما كان عمره 25 عامًا فقط.

وسرعان ما شق "رئيسي" طريقه إلى القمة، وبذلك  حصل على لقب "جزار طهران"، بصفته نائبًا للمدعي العام ثم رئيسًا للمدعي العام، كان "رئيسي" عضوًا في ما يسمى بـ"لجنة الموت"- وهي مجموعة من أربعة قضاة ترأسوا المحاكم في عام 1988 التي تم تجميعها "لإعادة محاكمة" السجناء السياسيين للنظام.

 

وتم إعدام أعداد كبيرة من هؤلاء السجناء بلا رحمة وإلقاؤهم في قبور مجهولة. 

العدد الدقيق للوفيات غير معروف، لكن جماعات حقوق الإنسان تقدر أن ما يقرب من 5000 شخص قتلوا في أعقاب الحكم الوحشي على رئيسي.

 

 

لم يكن رئيسي مخلصًا للجمهورية ومرشدها الأعلى روح الله الخميني فحسب، بل كان طوال الثمانينيات قد طور علاقة وثيقة مع رئيس إيران آنذاك، علي خامنئي.

وأصبح خامنئي المرشد الأعلى لإيران بعد وفاة الخميني عام 1989، وهو بلا شك مسؤول عن رسم طريق رئيسي إلى الرئاسة في عام 2021.

وبعد انتخاب رئيسي، أصبح موقفه المتشدد أكثر وضوحًا، وفي عام 2022، أمر بفرض تطبيق أكثر صرامة لقانون الحجاب والعفة الإيراني الذي يقيد ملابس المرأة وسلوكها.

وبموجب هذه الأوامر، اعتُقلت مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا، في سبتمبر 2022 من قبل "شرطة الأخلاق" الإيرانية لارتدائها حجابًا "غير لائق"، وتوفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفى، مما أثار اضطرابات جماعية.

وشكلت الأشهر الناجمة عن الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد واحدة من أخطر التحديات التي يواجهها الحكام الدينيون في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وقُتل مئات الأشخاص، بحسب جماعات حقوق الإنسان، من بينهم العشرات من أفراد الأمن الذين شاركوا في حملة قمع شرسة ضد المتظاهرين.